الحظ لما يهادى ....... يخلى الاعمى ساعاتى

Tuesday 16 August 2011

توجيزر فور أيفر

وأنا صغيرة (طبعا أنا لسه صغيرة بس أنا بتكلم عن الفترة اللي بعد ما أتولدت كده بشوية) كنت بحب أرسم قلب وأطلع منه سهم ناحية أكتب فيها أسمي والناحية التانية أسماء صحابي وتحته كلمة "توجيزر فور ايفر"، كانت كل كشاكيلي وكتبي مليانه قلوب قلوب، لدرجة أني كنت ببقى مكسوفه وأنا بسأل بابا على أي حاجة مش فاهماها من منظر الكتاب، تلاقيه كان بيقول لنفسه بنتي دي لما تكبر هتكسر الدنيا، بلا نيلة يجي يشوفني دلوقتي

ساعتها عمري ما فكرت أن في حد من اللي أسمهم مكتوب في القلب هيجي يوم ويبقى مش موجود في حياتي، كان عندي أعتقاد أن الصحاب دول زي الاهل مهما حصل بينهم مينفعش يبقوا مش موجودين في حياتك (كنت صغيرة بقى وطايشه)، كنت بقعد أتخيلنا وأحنا في ثانوي وأتخرجنا من الجامعة وأتجوزنا ولسه صحاب (سبحان الله الشغل مبيجيش حتى في الاحلام) لسه صحاب أوي زي زمان أيام المدرسة. بس لما رحنا ثانوي مدخلناش فصل واحد وكان ده أول خدش فى قلب التوجيزر فور أيفر وطبعا كانت النتيجة أن في ناس جديدة دخلت على حياتنا، ناس مكنش معمول حسابهم في خططي الطفولية للمستقبل، وساعتها أبتديت أحس أن مش شرط تبقى أنت الصاحب الوحيد لصاحبك وأنه مش نازلك مع البطاقة يعني، وانه دلوقتي بقى بيشوف ناس أكترثانوي بقى ودروس مش زي أيام المدرسة كان وشه في وشك أنت بس ممكن أوي يكون صاحبك ساعتها علشان كنت أنضف واحد في الفصل، بس دلوقتي ممكن يلاقى نفسه بيتبسط مع ناس تانية أكتر منك

هو أنا حسيت بس مصدقتش أوي علشان كده قضيت 3 سنين بتوع الثانوي في معارك مستميتة مع الناس الجديدة لمحاولة أسترداد الصاحب المسلوب، والحمد لله فشلت بجدارة ويكفيني شرف المحاولة، ودخلت الجامعة وأنا محيلتيش غير صاحبة واحدة بس (يلا أهم سابوا براح)، ولما كل واحدة فينا دخلت كلية غير التانية كان ده الخدش التاني في القلب قال يعني الموضوع ناقص، وكان لا مفر ساعتها من معرفة ناس جديدة وأهم 4 سنين ويعدوا بالطول ولا بالعرض وبعد كده الناس دي تروح لحالها (على أساس أنهم إيجار جديد)، ومع الايام لاقيت أن الجامعة دي أحلى أيام حياتي وصحابها هما الناس اللي بتتعرف على الدنيا وعلى نفسك معاهم، بتحب أيه وعايز تعمل أيه، دخلوا حياتك باختيارك مش علشان كانوا أنضف ناس في الفصل، وأبتدى القلب والتوجيزر فور أيفر يلعبوا في دماغي تاني، بس الخطط المرة دي أتغيرت ممكن أوي توصل أنك تتخيل ولادك بيلعبوا مع ولادهم

ولما قربت أتخرج جالي أكتئاب ماقبل التخرج تقريبا من سنة 3، يمكن علشان حسيت أنهم ممكن يضيعوا زي ماحصل أيام المدرسة، أو يمكن علشان الفترة اللي جاية فترة حرف "ك"، فترة كده جديدة عليك بتعمل فيها كل حاجة لوحدك، مفيهاش حد هياخد معاك درس ولا حد هيروح يجيب معاك النتيجة ولا حد هيروح معاك كل يوم، ولا ولا كلها حاجات أتعودت أنك تعملها مع حد ومش أي حد ده صاحبك

صاحبك، الكلمة دي غالية وكبيرة أوي، ميعرفش قيمتها غير اللي فعلا عرف ناس كانت دايما جنبه وبتتمناله الخير، لما كانت بتقوله لازم تتغير كان علشان بتحبه مش علشان تتحسه بعيوبه أو أنها أحسن منه، ناس هو حاسس أن دوره في حياتهم كان أقل بكتير أوي من دورهم في حياته علشان كان دايما شايفهم أحسن منه، وأنه معرفش يردلهم ربع اللي عملوه في حياته وكان بيغلط في حقهم كتير ومش بيرضى يعتذر علشان جوه نفسه كان عارف أنه غلطان وخاف لو أعتذر يأكدلهم أنه ميستاهلهمش وكان نفسه يعرف هما مستحملينه أزاى

أنا بكتب الكلام ده النهارده وأنا عارفه أن مفيش حاجة أسمها توجيزر فور أيفر، وأن كل القلوب اللي أعدت أرسمها في حياتي كانت مجرد أمنيات بنت صغيرة رافضة للتغيير، وأكتشفت دلوقتي أن محدش بيبقى ليه قرار في التغيير وأنها فضلت طول عمرها خايفة لصحاب المدرسة يضيعوا منها في الثانوي وصحاب الثانوي يضيعوا منها في الجامعة وصحاب الجامعة يتفرقوا بعد الجامعة وصحاب الشغل لو مشيوا منه العلاقات اللي بينهم تتقطع، ونسيت أن اللي عايز يفضل في حياة حد بيفضل فيها حتى لو هاجر رواندا، وأنها فكرت في كل حاجة ومعملتش حساب اليوم اللي صحابها دول هيحبوا ويتجوزوا فيه وطبيعي أن ترتيبها في حياتهم يتغير من رقم 2 لرقم 3 وساعات 4 وممكن متدخلش في الترتيب اصلا، وأن ده مش معناه أن الناس دي وحشة أو نسيتها بس الفكرة ببساطة أن حياتهم أتغيرت

وأن حساباتها كانت كلها غلط معدا حاجة واحدة بس، أن الصديق مينفعش يحل محل الحبيب والحبيب مينفعش يحل محل الصديق، وأنك مهما حاربت وحاولت تلاقي لنفسك دور في حياة حد وهو مش حاسس بأهميتك أو لازمتك فيها يبقى الحق دورلك على أقرب باب وأطلع منها

أقولكم سر، البنت الصغيرة عرفت حاجة كانت محيراها من زمان، عرفت ليه عمرها ما شافت صحاب قدام لمامتها وليه فضلت تشوف صحاب باباها أكتر من قرايبها